الاثنين، 13 يوليو 2009

الأقباط وجامعة الأزهر


أثير مؤخرا جدل حول حق الأقباط فى الإلتحاق بجامعة الأزهر ، حيث أستهجن الكثيرون هذا الطلب من بعض الأقباط ، وكانت من الردود التى قرأتها أن جامعة الأزهر صرح إسلامى بحت ما شأن الأقباط به ، هم لديهم كليات اللاهوت التى لم يطلب أحد المسلمون الالتحاق بها فماذا يريدون منا ، ولمح البعض إنها ذريعة للأقباط لإثارة المشاكل بدون وجه حق .
ولكن إسمحوا لى أن أوضح وجهة نظر هؤلاء الأقباط فى هذة المسألة .

مبدئيا لا يمكن لأحد أن ينكر دور جامعة الأزهر الهام والتاريخى للعالم الإسلامى مما جعل مصر هى قبلة طالبى العلوم الشرعية والفقهية فى العالمين العربى والإسلامى ، ولكن هل يقتصر دور جامعة الأزهر على العلوم الشرعية والفقهية فقط ؟
الواقع إنها تغذى سوق العمل بمتخصصين فى مجالات أخرى ، حيث أن بها كليات علمية وعملية لا يجوز للطالب القبطى الإلتحاق بها ، هذه الكليات تخرج لسوق العمل أطباء ومهندسين تعترف الدولة بشهادتهم ، والتى للأسف يجمع الكثيرون على تدنى المستوى العلمى ( وليس الفقهى ) لهؤلاء الخريجين مقارنة بزملائهم من باقى جامعات مصر ، وقد يرجع هذا لعدم التركيز التام للمناهج العلمية حيث يفرض على الطالب الأزهرى دراسة المناهج الشرعية بجانب مناهج تخصصه العلمى .
إن قصر الإلتحاق بالكليات العلمية بالأزهر على الطالب المسلم فقط يعتبر إنتقاص لفرصة الطالب القبطى نظير مثيله المسلم ، فقد تعطى الفرصة لطالب وتهدر من طالب أخر قد يكون أفضل فى المستوى العلمى .
إذا كنتم من المؤمنين بالمساواة فى الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين فإسمحوا لكليات اللاهوت القبطية بإنشاء أقسام علمية يقتصر دخولها على الأقباط فقط وتعترف الدولة بشهادتهم ، هذا بالطبع لم ولن يحدث ولم يكن فى يوما من الأيام مطلبا لأحد من الأقباط حيث أن هذه الكليات تقتصر على العلوم اللاهوتية فقط ، فالأقباط يؤمنون تماما بمبدأ عدم إقحام الدين فى مثل هذه الأمور ، وسياقتى لهذا الطرح هنا هى فقط لتوضيح الفكرة .
ومن الملاحظات الأخرى التى يسوقها بعض الأقباط فى هذه المسألة هى أن جامعة الأزهر يتم تمويلها حكوميا ( أى من الضرائب المدفوعة من المسلمين والمسيحيين ) ، فى حين أن كليات اللاهوت تمول ذاتيا من أموال الأقباط فقط .

مما سبق يتضح لنا أن الهدف من هذه المطالب من بعض الأقباط ليس هو إثارة مشاعر المسلمين ، ولكن هو وضع أبجديات التعامل معهم على أساس العدل والمساواة فى المواطنة بينهم وبين شركائهم فى الوطن .