الاثنين، 29 يونيو 2009

منتخب الساجدين ( مصر سابقا )


تابعت مع ملايين المصريين مباريات منتخب مصر فى كأس القارات وسعدت كثيرا بالأداء الطيب أمام البرازيل وبالمفاجأة الكبيرة بالفوز على إيطاليا ، كما حزنت جدا على الأداء المتواضع والهزيمة أمام منتخب أمريكا .

ولكن ما أحزننى أكثر هو اللهجة العنصرية الغريبة التى تكلم بها كثير من المصريين فى الشارع أو فى منتديات الانترنت أثناء البطولة وقبل مباراتنا مع منتخب أمريكا ، حيث صور البعض مبارة كرة قدم على إنها معركة بين المسلمين بقيادة منتخب الساجدين ( الذى فرح لاعبيه بهذا اللقب مفضلين إياه على لقب منتخب مصر ) وبين منتخبات الكفار ( أمريكا وإيطاليا والبرازيل ومن وآلاهم ) ، وإنه فى هذه المباراة سترفع راية الإسلام عالية وأن الله سيعز المسلمين ويكسر شوكة الأمريكان ، حتى خيل لى انها ستكون غزوة منتخب الساجدين ضد منتخب الكفار ، وأن جنودا من الملائكة ستلعب مع فريق الساجدين الذين هم لمرماهم حافظون ، وكم من فرقة صغيرة غلبت فرقة كبيرة بإذن الله .

إنى أتسائل لماذا تتم أسلمة كل شئ فى مصر ، حتى فى مجال الرياضة ، وما هو موقف لاعب قبطى أبدى تفوقه هل يجوز له شرعا الانضمام لمنتخب الساجدين ، وما المطلوب من المواطن القبطى أثناء مشاهدته لمباراة بين منتخب بلاده مع فرقة أجنبية ، هل يشجع فريق المسلمين الساجدين أم الفريق الذى يدين بنفس ديانته ، واذا كان الله يساند الفرق المسلمة فلماذا هم دائما فى مؤخرة الركب الرياضى والحضارى ، هل معنى هذا إنه تخلى عنهم ويساند الان الكفرة ، بالطبع النصر والفوز يذهب لمن بذل جهدا أكبر وأخذ بمقومات النجاح وليس من سجد أكثر ، إنها سنة الله فى الكون إعطاء المجتهد أجره .

إن ما نراه ماهو إلا إمتداد لظاهرة المد السلفى الذى يفصل المجتمع على أساس العقيدة مستغلا طيبة بسطاء الناس وتمسكهم بدينهم وإثارة الوازع الدينى لديهم ، والغريب أن الأمر فى كثير من الأحيان لا يزيد عن كونه مجرد مظاهر خارجية فقط للتدين دون التمثل بجوهر الدين حتى أن منتخب الساجدين لم يكن فوق مستوى الشبهات بسبب فضائح أخلاقية أثيرت حوله .

وهذا نراه واضحا فى أمثلة كثيرة من مجتمعنا فهذا موظف يواظب دائما على الصلاة فى مواعيدها ولا يمنعه هذا من الرشوة ، وهؤلاء شباب يفاخرون بأخلاق مجتمعهم الاسلامى ولا يمنعهم هذا من التحرش الجنسي الجماعى بفتيات بلدهم ، وهؤلاء قوما يفاخرون بانهم خير الأمم ولا يمنعهم هذا من إلحاق الأذى بجيران لهم مختلفين معهم فى العقيدة .

إن هذا الاتجاة العام ( الذى ظاهره تدين وباطنه أشياء أخرى ) يؤدي إلى مزيد من زرع روح التعصب وزيادة الانقسام داخل المجتمع المصرى ، فأرجوكم رفقا بمستقبل مجتمعنا .

هناك 6 تعليقات:

  1. اخيرااا

    مبروك يا باشا

    الساحة التدوينية نورت

    والمقال طبعا انت عارف رأييى

    حلو طبعا ومعاك فى كل حرف

    ردحذف
  2. شكرا يا شمعى
    انت طبعا استاذنا فى التدوين
    والراعى الرسمى للمدونة البيبى الصغيرة دى

    ردحذف
  3. عزيزى ايهاب

    تعليقى على اول بوست يحتم على انا ابارك لك اولا على البداية الموفقة و المبشرة بتكملة قوية بأذن الله

    بالنسبة لموضوع البوست فانا اتفق معك فى بعض النقاط و اختلف معك فى نقاط اخرى و لكنى اعتقد ن نقاط الاتفاق اهم فانا اتفق معك فى وجود المد المتعصب او المتطرف و لكن المثال الذى طرحته (منتخب الساجدين)ربما يكون غريبا على لانى بالفعل لم اسمع هذا الطرح و ربما يوجد بالفعل من فكر بهذه الطريقة و لكن كم نسبتهم؟ اعتقد انه هناك امثلة اقوى تستطيع بها طرح نفس الفكرة

    اتفق معك ايضا فى ان التعصب و التطرف بشكله الحالى يتوازى مع التدين الزائف الذى يختصر الدين فى مجموعة من الشعائر و المناسك مع نسيان جوهر الدين الذى يتمثل فى النهاية فى التعاملات بين البشر

    ربما تكون نقطة الاختلاف فى ان ما اطرحه من وصف للتطرف و التعصب هو لا ينطبق فقط فى اتجاه الاسلمة او من طرف المسلمين فقط و لكن من الطرفين و لكن لاننا فى مجتمع ذو اغلبية مسلمة فان تأثير التعصب او التطرف من اتجاه الاغلبية ناحية الاقلية يكون اكثر ضراوة و بالتالى يكون احساس الاقلية دائما بالاضطهاد او العنصرية اقوى و على قدر ما تدفع الاقلية ثمن كونها اقل فعلى الناحية الاخرى تكون الاقلية - على حد تعبير صديقى القبطى - اكثر و عيا و ادراكا لما يجرى حولها و اكثر تمسكا بهويتها

    و اذا نظرنا الى الوضع بالعكس سنجد ان نفس الشىء يحدث فى الجتمعات الغربية ذات ااغلبية المسيحية و الاقلية المسلمة و ربما تجد مسلما هناك اكثر تدينا و تسامحا و ووعيا من المسلم الذى يتواجد فى مجتمعاتنا الشرقية

    الخلاصة ان عدوى و عدوك بافتراض اننا من التيار المعتدل على الجانبين هو التعصب و التطرف و هدفنا المشترك هو محاربة التطرف بكل صوره على الجانبين المسلم و المسيحى و لكن المسئولية التى تقع على عاتقى - بصفتى امثل اغلبية المجتمع الذى نعيش فيه -اكبر تجاه محاربة التطرف

    تخياتى

    ردحذف
  4. عزيزى بوب
    بالنظر الى الوضع الحالى للافكار التى تخرج من العقول الغير واعيه فيما تقول. فانى احيي فيك كلماتك الواضحه التى تكشف هذا الفكر واحيي فيك ايضاَ طريقه كتابتك، التى لا تخدش احساس المتلقى. مزيدا من الكتابات.
    تحياتى

    ردحذف
  5. عزيزى هشام
    شكرا على مرورك وتشجيعك
    لقد تصفحت المدونة الاكثر من رائعة الخاصة بك وادركت بالفعل أن نقاط الاتفاق بيننا أكبر بكثير من نقاط الاختلاف
    أتفق معك أن النقطة التى أثرتها ليست أهم وأكبر ما يقابلنا من مشاكل طائفية وعنصرية ، ولكن قد يكون هذا هو السبب الذى اثارنى ودفعنى للكتابة فقد صرخت حين قرأت بعض التعليقات على الانترنت ( ياه معقولة هى وصلت بينا الامور لغاية كده )
    واتفق معك أيضا أن التعصب موجود بين كل الطوائف ولكن بصور مختلفة ، حيث أن المناخ العام المتطرف يغذى هذه الروح فى كل الافراد وكما تعلم فلكل فعل رد فعل
    لكنى لا أعتقد أن المسلم الذى يعيش فى دولة غربية ويمثل اقلية بها يعانى ما يعانيه القبطى فى مصر من طائفية وعنصرية ، وأن تدينه وتسامحه هو وسيلة لحفظ هويته وسط مجتمع مفتوح ومتقبل لفكرة الاختلاف ، فقد تخطت الدول الغربية مسألة التفرقة والتمييز على اساس الدين بمراحل .
    وعقبالنا

    ردحذف
  6. موضوع جميل جداً

    ردحذف