السبت، 20 فبراير 2010

رسالة إلى قاتلى


أخى ... أربعون يوماً مضت منذ أن مددت يداك لقتلى ولطختهما بدمائى


أخى ... كم حزنت لفراق أهلى وأحبائى ، وكم تألمت لدموع أمى وحزنها لفقدها فلذة كبدها ، لكن ما يعزيني هو وجودى فى ذلك المكان المفرح الذى أعد للذين ظلموا فى الأرض وأريقت دمائهم لأجل إيمانهم .


من مكانى هذا أصلى لك وأدعو الله أن يغفر لك ويسامحك على قتلك إياي ، فأنا أعلم تماماً إنك ضحية مثلى


نعم أنت ضحية ...


ضحية تعاليم متشددة ومتطرفة حملتها رياح الصحراء لعقول أبناء بلدى


تعاليم نشأت وتربيت عليها أنت والكثيرون فى السنوات الأخيرة ، لقنت لك فى المدرسة وفى البيت وفى وسائل الأعلام


تعاليم تدعوك لتكفيرى ولكراهيتى ولإزدرائى ، تدعوك لعدم مصادقتى أو مصافحتى أو حتى تهنئتى فى أعيادى

تعاليم تعلن لك كفرى وإباحة دمى ، فالكافر دمه وماله حلالاً مستباحاً ، فكان بديل تهنئتى يوم عيدى هو رصاصات الغدر والكراهية



أخى ... أنا لا ألومك ، فكما قلت لك أنت ضحية مثلى


ولكنى ألوم مجتمع سمح لهذه الأفكار والتعاليم بأن تنخر فى روابط العلاقة بين أفراده


ألوم مجتمع يسألنى فيه أفراده عن أسمى وديانتى حتى يحددوا طريقة تعاملهم معى


ألوم مجتمع يردد فيه أطفاله فى المدارس ( دول مسيحيين وحشيين حيروحوا النار المفروض ما نلعبش معاهم )


ألوم مجتمع يحجر على حقى فى الصلاة والتعبد ، مجتمع يهب وينتفض كلما سمع عن كنيسة تبنى أو أقباط يصلون فى منازلهم ، ولا يتحرك له ساكن مع كل ما يصل لأذنيه من فساد وظلم وإنتهاكات


ألوم مجتمع زادت فيه الفجوة بينى وبين أشقائى فى الوطن ، مجتمع دفعنى عبر موجات متتالية من التمييز ضدى للإنكماش والبحث عن مجتمع بديل داخل كنيستى أو بين زملائى الأقباط فقط بحثاً عن الإنتماء بدلاً من الإزدراء



أخى ... أنا ألوم نظاماً تواطئ مع التعاليم السلفية والوهابية ومع مروجيها

ألوم نظاماً كرس لإزدرائى وإزدراء ديانتى لسنوات طويلة عبر إعلامه وقنواته الفضائية ، فبات من العادى أن أسمع إهانة دينى بأذنى من إذاعات وتليفزيون بلدى


ألوم نظاماً تباكى كثيراً عبر إعلامه على دماء مواطنة مصرية كانت ضحية للتمييز الدينى خارج مصر ، وفى المقابل يسفه من دمائى ودماء أخوتى داخل مصر ، ويحاول إلتماس الأعذار لك وتصوير جريمتك على أنها جريمة شرف

ألوم نظاماً تهاون كثيراً مع قتله الأقباط من قبل ، فكانت أحكام البراءة بديلاً للعقاب الرادع ، حتى باتت هناك قناعة لديك ولدى أمثالك أنه لا ثمن لدماء الأقباط



أخى ... لم تكن أنت من وجه السلاح إلى صدرى بقدر ما كنت أنت نفسك سلاحاً فى يد أخرين باركوا وحرضوا لهذه الجريمة بأفعالهم وأقوالهم


من أمام كرسى العدل الألهى أرجو أن يتم محاكمة ومحاسبة هؤلاء قبل محاكمتك

فأنت لم تكن أكثر من أداة فى أيديهم .




( فى ذكري الأربعين لشهداء نجع حمادى )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق